التعدد اللغوي المحلي والفضائات الجغرافية ذات الأهمية: من أجل نهج جديد لدراسة الأدب العالمي

يبحث مشروع البحث العلمي بعنوان “التعدد اللغوي المحلي والفضائات الجغرافية ذات الأهمية : من أجل نهج جديد لدراسة الأدب العالمي” في العوالم الأدبية العديدة والمختلفة من وجهة نظر المجتمعات المتعددة اللغات.

وتم إختيار مناطق شمال الهند والمغرب العربي والقرن الإفريقي نظراً لتقاليدها الثقافية المتعددة المكتوبة منها والشفهية في الفترة ما قبل الإستعمار وتجربتها المختلفة للإستعمار والقومية الوطنية. وسوف يُركز المشروع على ثلاث حقبات: ۱_ فترة الإستعمار, ۲_ فترة إنهاء الإستعمار والتحرير الوطني, ۳_ ولحظتنا الحالية التي تتسِمٌ بالعولمة. وسيَدْرُس المشروع التفاعل المحلّي للتقاليد الثقافية والنقاشات والجدلات المحلية حول مفهوم الأدب العالمي والأشكال الجديدة والقديمة للتعدد اللغوي. كما سيدرس أيضاً الجهات الثقافية الفاعلة وتقنيات الطباعة والتداول الشفهي.

A street book stall in Oran, Algeria (Photo by July Blalack)

ويُطْمَحُ المشروع إلى معارضة المفهوم التاريخي المبني على نظرية “مناطق العالم” المتبوعة بنظام عالمي مع أروبا كمركزه الإمبريالي. ويقترح المشروع نهج جديد ينطلق من الفضائات المحلية المتعددة اللغات لِيُثبِتَ أن التّنقيح والتبادل الثقافي هما طُرق أكثر فعالية لدراسة التفاعلات والتطورات الأدبية وأن فكرة محور المركز الإمبريالي وهوامشه كانت فقط نموذج من بين نماذج التداول الأدبي ولهذا فإن الأدب الأوروبي بدوره تشكل بهذا التداول. ويهدف المشروع إلى تشكيل تدَخُل مهم في مجال دراسة الأدب العالمي وإقتراح منهجيات ونماذج وأمثلة من أجل دعم الأطروحة أن التعدد اللغوي المحلي والفضائات الجغرافية ذات الأهمية والمتعددة تُشكّل نهج مناسب لدراسة الأدب العالمي في مناطق مُتفَرقة في العالم وضمن ذلك أوروبا. سيقوم المشروع بمناقشات إستراتجية مع باحثين وكُتّاب من الأقاليم التي تتخصص فيها جامعة الدراسات الآسيوية والإفريقية (سواس) بالإضافة إلى باحثين في المملكة المتحدة وأوروبا.
يسعي مشروع التعدد اللغوي المحلي والفضائات الجغرافية ذات الأهمية (مولوسيجي) إلى إنتقاد مسار الأدب العالمي الذي يُرَكَّز فقط على اللغة الإنكليزية بإعتبارها لغة الأدب العالمي. ولذلك سيسلط المشروع الضوء على التعدد اللغوي والعوامل العديدة التي تساهم في تشكيل المجال الأدبي على المستوى الإقليمي والعالمي. فبدلاً من التركيز على نظرية تقليد الغرب في الإتجاهات الأدبية, سيسعى المشروع إلى إظهار عوامل التنقيح والإبداع بين الثقافات.
حسب معرفتنا لم يكن هناك تواصل أدبي مباشر بين شمال الهند والمغرب العربي والقرن الإفريقي ولذلك لن يُركز المشروع على إيجاد مناطق الإحتكاك أو الإتصال الثقافي بل سَيُرَكزّ على إيجاد نماذج للمقارنة. وتُعَدّ المقارنة أداة فعالة في تحقيق هدفنا لإقتراح نهج جديد لدراسة الأدب العالمي المُنْطَلِق من الفضائات المحلية للأدب والذي يمكنه أن يُكَمّلَ الطريقة السائرة حالياً والتي تُرَكزّ على مبدئ التداول العالمي للنصوص الأدبية. كما أن نَهْجَنَا الجديد سيحِلُ محل الطريقة الحالية المُبَسَّطة والمبنية على مفهوم المراكز الأوروبية والهوامش الآسيوية والإفريقية